الإتحاد الأوربي يستهلك الغاز المخزن بوتيرة أسرع من السنوات الماضية
يستخدم الاتحاد الأوروبي مرافق تخزين الغاز بوتيرة سريعة جدا، منذ أزمة الطاقة قبل ثلاث سنوات مع إرتفاع الطلب بسبب الطقس البارد و إانخفاض الواردات المنقولة بحرا، بحسب تقارير وسائل اعلام بريطانية
الاستخدام السريع للغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي كان موضوعًا بارزًا، متأثرًا بعوامل مختلفة:
1-الطلب الموسمي: حيث يزداد استهلاك الغاز بشكل كبير خلال الأشهر الباردة للتدفئة و توليد الطاقة، وخاصة عندما تكون مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية أقل فعالية بسبب الظروف الجوية (على سبيل المثال، انخفاض الرياح أو الغطاء السحابي/الغيوم).
كان هذا واضحًا بشكل خاص في موسم الشتاء الحالي، حيث أدت درجات الحرارة الباردة و قلة الرياح إلى زيادة الطلب على الغاز للتدفئة والكهرباء.
2-استنزاف التخزين: تشير التقارير إلى أن مرافق تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي تستنفد بمعدلات هي الأسرع منذ أزمة الطاقة، مما يشير إلى ارتفاع الطلب ونقص العرض المُحتمل إذا استمر موسم الشتاء بقسوته الباردة جدا، ويرجع هذا الاستنزاف السريع جزئيًا إلى الحاجة إلى التعويض عن انقطاع مصادر الطاقة المتجددة.
3-تأثير التوترات السياسية الاقليمية: أجبر انخفاض إمدادات الغاز الروسي، الاتحاد الأوروبي، على الاعتماد بشكل أكبر على الغاز الطبيعي المسال ومصادر الغاز الأخرى، مما أدى، إلى جانب الحاجة إلى إعادة تعبئة التخزين لموسم الشتاء القادم، إلى زيادة استخدام الغاز، و إن الاعتماد على مصادر الغاز البديلة، والتي تكون في بعض الأحيان أكثر تكلفة، يؤثر على وتيرة استنفاد المخزون.
4-النشاط الاقتصادي والصناعي: على الرغم من الجهود المبذولة للحد من استهلاك الغاز من خلال كفاءة الطاقة والتحول إلى مصادر الطاقة البديلة، فإن الطلب الصناعي على الغاز لا يزال كبيرا، وخاصة في القطاعات كثيفة في إستخدام الغاز، مما يساهم في الاستهلاك السريع.
ومع ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن الطلب الصناعي أقل مما كان عليه في السنوات السابقة، مما يشير إلى تحول أو انخفاض في النشاط في بعض القطاعات.
5-سياسة الطاقة والتكامل المتجدد: أدى الدفع نحو الحد من انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون إلى سياسات تعزز استخدام الطاقة المتجددة، إلا أن التحول لم يكتمل بعد، ويظل الغاز الطبيعي حاسما كوقود احتياطي وانتقالي، وقد أدت هذه الحاجة المزدوجة للغاز لتحقيق التوازن في الشبكة وتلبية الطلب الفوري على الطاقة إلى استهلاكه السريع خلال الأوقات التي لا تستطيع فيها مصادر الطاقة المتجددة تلبية الطلب بالكامل.
6-ديناميكيات السوق: أثرت أسعار الغاز المرتفعة استجابة لقيود العرض ومستويات التخزين على أنماط الاستهلاك، مع بعض الانخفاض في الطلب بسبب التكاليف المرتفعة، ولكن كذلك زيادة الإلحاح على استخدام الغاز عندما يكون متاحا، وخاصة خلال موجات البرد أو عندما يكون الناتج المتجدد منخفضا.
انخفض حجم الغاز في مواقع التخزين الأوربية بنحو 19% من نهاية أيلول/سبتمبر 2024، عندما ينتهي موسم إعادة التعبئة في أسواق الغاز، إلى منتصف كانون أول/ديسمبر 2024، وفقا لبيانات من Gas Infrastructure Europe
اضطرت أوروبا خلال هذه الفترة إلى الاعتماد بشكل أكبر على مخازنها تحت الأرض حتى الآن هذا الشتاء مقارنة بالعامين الماضيين للتعويض عن انخفاض واردات الغاز الطبيعي المسال وتلبية الطلب الأقوى!

كما واجهت أوروبا المزيد من المنافسة على واردات الغاز الطبيعي المسال من المشترين الآسيويين، الذين انجذبوا إلى الأسعار التي أصبحت أقل من السنوات الأخيرة، وقد أدى ذلك إلى تباطؤ الواردات والحاجة إلى السحب بشكل أكبر من الاحتياطيات المخزنة.
كانت آخر مرة تم فيها إفراغ مخازن الغاز في القارة بهذه السرعة بحلول منتصف كانون أول/ديسمبر في عام 2021، عندما بدأت روسيا في قطع إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب قبل غزوها الكامل لأوكرانيا في شهر شباط/فبراير 2022.
بلغت مستويات التخزين في الاتحاد الأوروبي، بحسب تقارير الكتلة، الآن 75%، وهو ما يزيد قليلاً عن متوسط السنوات العشر السابقة، قبل أن تبدأ حكومات أوروبا الغربية في محاولة تقليل اعتمادها على الواردات الروسية.
كانت مستويات التخزين قريبة من 90% لغاية منتصف كانون أول/ديسمبر من العام الماضي، بحسب تقارير الاتحاد الاوربي.
أسعار الغاز الأوروبية أقل بنحو 90 في المائة من 300 يورو لكل ميغاواط ساعة التي شوهدت خلال أزمة الطاقة في صيف عام 2022، ومع ذلك، فإن إفراغ مرافق التخزين خلال فصل الشتاء قد يجعل إعادة التعبئة أكثر صعوبة وأكثر تكلفة في العام المقبل، بحسب تقرير لصحيفة FT البريطانية.
تحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى ملء مخازنها إلى 90% من طاقتها بحلول بداية تشرين الثاني/نوفمبر، بموجب هدف إعادة التعبئة الإلزامي الذي حددته المفوضية الأوروبية، على الرغم من أن بعض الدول لديها أهداف أقل.
حذر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي من أنه يجب عليه الالتزام بشراء كميات “كبيرة” من النفط والغاز الأميركيين أو مواجهة التعريفات التجارية، في حين هددت قطر بوقف شحناتها من الغاز الطبيعي المُسال إذا فرضت الدول الأعضاء تشريعات جديدة صارمة من شأنها معاقبة الشركات التي تفشل في تلبية المعايير المحددة بشأن إنبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون، حقوق الإنسان والعمال.
الولايات المتحدة هي أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، وقطر هي ثالث أكبر مورد.
من المتوقع كذلك أن يتوقف الغاز الروسي الذي يتدفق عبر أوكرانيا إلى أوروبا في نهاية العام المقبل مع إنتهاء صلاحية صفقة العبور، ويمثل هذا الممر حوالي 5% من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز.






